نبذه عن العمل التطوعي

التطوع تَفَعُّلٌ من الطاعة، وتَطَوَّعَ كذا: تَحَمَّلَه طَوْعًا، وتَكَلَّفَ استطاعته، وتطوع له: تكلّف استطاعته حتى يستطيعَه، وفي القرآن: { فمن تَطَوَّعَ خيراً فهو خير له } البقرة/184 ؛ قال الأَزهري: ومن يَطَّوَّعَ خيراً، والأَصل فـيه يتطوع فأُدغمت التاء فـي الطاء، ويقال: تَطَاوَعْ لهذا الأَمر حتـى تَسْتَطِيعَه 

و التَّطَوُّعُ: ما تَبَرَّعَ به الإنسان من ذات نفسه مـما لا يلزمه وغير مفروض عليه. و الـمُطَّوِّعةُ: الذين يَتَطَوَّعُونَ بالـجهاد، ومنه قوله تعالـى: { والذين يلـمزون الـمطوَّعين من الـمؤمنـين } ، وأَصله الـمتطوعين فأُدغم. وفـي حديث أَبـي مسعود البدري فـي ذكر الـمُطَّوِّعِينَ من الـمؤمنـين: قال ابن الأَثـير: أَصل الـمُطَّوِّعِ الـمُتَطَوِّعُ فأُدغمت التاء فـي الطاء وهو الذي يفعل الشيء تبرعاً من نفسه. 

فالعمل التطوعي هو: تقديم العون والنفع إلى شخص أو مجموعة أشخاص، يحتاجون إليه، دون مقابل مادي أو معنوي. 

فضائل التطوع كثيرة وأفعال الخير متعددة التي جاءت في القرآن الكريم قال تعالى : 

- { وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ} (73) سورة الأنبياء 

- { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ارْكَعُوا وَاسْجُدُوا وَاعْبُدُوا رَبَّكُمْ وَافْعَلُوا الْخَيْرَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} (الحج:77). 

- { وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعاً إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ} (البقرة:148). 

- { فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ إِلَى اللَّهِ مَرْجِعُكُمْ جَمِيعاً فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ فِيهِ تَخْتَلِفُونَ} (المائدة: الآية48). 


وقال الرسول صلى الله عليه وسلم : 

1- ( كل سلامي من الناس عليه صدقة كل يوم تطلع فيه الشمس تعدل بين أثنين صدقة ، تعين الرجل على دابته فتحمله عليها أو ترفع عليها متاعه صدقة ، والكلمة الطيبة صدقة وبكل خطوة تمشيها إلى الصلاة صدقة ، وتميط الأذى عن الطريق صدقة ) متفق عليه. 

2- ( الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة فأفضلها قول لا اله إلا الله وأدناها أماطة الأذى عن الطريق والحياء شعبة من الإيمان ) متفق عليه. 

3- ( لقد رأيت رجلأً يتقلب في الجنة في شجرة قطعها من ظهر الطريق كانت تؤذي المسلمين ) رواه مسلم . 

4- ( الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله أو القائم الليل الصائم النهار ) متفق عليه . 

5- ( المسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه ،من كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته ، ومن فرج عن مسلم كربه من كرب الدنيا فرج الله عنه كر به من كرب يوم القيامة ومن ستر مسلما سترة الله يوم القيامة ) متفق عليه . 

6- ( من مشى في حاجة أخيه كان خيراً له من اعتكاف عشر سنوات ) أخرجه الطبراني في الكبير و الحاكم 

7- ( مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد الواحد إذا أشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى ) رواه احمد ومسلم 

آثار التطوع : 

1- كسب الأجر والثواب في الدنيا والآخرة. 

2- حل المشاكل والمعضلات وخاصة وقت الأزمات. 

3- التآلف والتحابب بين الناس، ومعالجة النظرة العدائية أو التشاؤمية تجاه الآخرين والحياة. 

4- التكافل والتعاون بين أفراد المجتمع. 

5- الزيادة من قدرة الإنسان على التفاعل والتواصل مع الآخرين والحد من النزوع إلى الفردية وتنمية الحس الاجتماعي. 

6- تهذيب الشخصيَّة ورفع عقلية الشح وتحويلها إلى عقلية الوفرة والكسب الأعظم مصداقاً للآية الكريمة (ومن يوقَ شحَّ نفسه فأولئك هم المفلحون). 

7- العمل التطوعي يتيح للإنسان تعلم مهارات جديدة أو تحسين مهارات يمتلكها. 

وفي الختام ندعو الناس جميعا وخاصة المسلمين منهم إلى المبادرة والمسارعة في تقديم النفع والخير للآخرين وخاصة المتضررين منهم. 



المرجع :- موقع إسلام ويب 

... 

مقدمة : مجالات العمل التطوعي 


وهناك الكثير من الأشكال و الممارسات التي ينضوي تحتها العمل التطوعي، من مشاركات تقليدية ، إلى مساعدة الآخرين في أوقات الشدة وعند وقوع الكوارث الطبيعية والاجتماعية دون أن يطلب ذلك وإنما يمارس كرد فعل طبيعي دون توقع نظير مادي لذلك العمل، بل النظير هو سعادة ورضي عند رفع المعاناة عن كاهل المصابين ولم شمل المنكوبين ودرء الجوع والأمراض عن الفقراء والمحتاجين. 
التطوع يسع كل المجالات النافعة والمفيدة، وأبرزها : 

1- مجال العبادة : فالمسلم لا يقتصر في عبادته على الفرائض والواجبات، بل يزيد عليها من خلال التطوع بالنوافل والسنن والقربات، والأمر واسع ومتاح للتنافس والتسابق في شتى أنواع العبادات كالصلاة والصيام والصدقات والحج وغيرها. 

2- المجالات العلمية ، كإنشاء المكتبات والمدارس والجامعات وسائر المؤسسات العلمية التي لا يكون هدفها الربح المالي، ثم القيام عليها ودعمها. 

3- المجالات المالية ، التي تتطلب دفع المال وتقديمه بسخاء من أجل نفع الناس ومساعدتهم، وهذا المجال يدخل ويشارك في الكثير من المجالات. 

4- المجالات الحرفية ، من خلال التطوع فيما يتقن من أنواع الحرف المفيدة النافعة. 

5- المجالات الإدارية ، وهي تدخل في شتى الأنواع، والإدارة صارت فن وجودة وإتقان، فالإداري الناجح في عمله إن تطوع أفاد وقدم الكثير. 

6- المجالات الفكرية ، من خلال الآراء الصائبة والنصائح القيمة، والخطط الرائدة. 

أقسام وأنواع المتطوعين : 

• منهم المتطوع بماله: صدقات، تبرعات، قروض، مشاركات في شركاته، تنمية مال. 

• ومنهم المتطوع ببدنه: مراسلات، حرف، تحميل، حراسة.. 

• ومنهم المتطوع بجاهه: شفاعات، علاقات... 

• ومنهم المتطوع بوقته: كل يوم، ساعة في اليوم، ساعة في الأسبوع، في المواسم، عند الطلب والفزعات.. 

• ومنهم المتطوع بفكره: تقديم رأي صائب، استشارة، بحث، استبيانات، دراسات، إحصاءات، خطط، نقد، تقويم... 

ومجالات العمل التطوعي مع جمعية زمزم متعدد الأشكال منها : 

1. استقطاع جزء من الوقت للمشاركة الطبية كالمشاركة في الاستشارات الطبية . 

2. المشاركة في القوافل الطبية . 

3. المساهمة التخصصية كمهندس الحاسبات في الموقع الالكتروني او صيانة وكالمهندس المعماري ببناء الوقف وكالمدرب بتقديم الدورات التدريبية ..الخ . 

4. المساهمة المالية بكل صورها . 

... 



العمل التطوعي في الإسلام 

حري بنا أن نشير في البداية إلى أن الإسلام ورسالته الخاتمة منذ ما يربو على أربعة عشر قرنا من الزمان أكد على أهمية العمل التطوعي، وحث على مساعدة الإنسان لأخيه الإنسان، وهناك العديد من الآيات القرآنية التي تؤكد هذا المعنى الراقي، يقول الله تعالى: "وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان" ويقول أيضًا في سورة الماعون: "فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون الذين هم يراءون ويمنعون الماعون". كما دعا إلى استباق الخيرات يقول تعالى: "واستبقوا الخيرات" {سورة البقرة: 148} 

وفيما يلي بعض الآيات الكريمة والأحاديث الشريفة التي توضح الحث على العمل التطوعي والذي هو بمثابة صدقة في الإسلام. 
والإسلام بهذه الصورة يؤكد على أمرين طبيعيين تدفع إليهما طبيعة الإنسان ووجوده الخاص: 

- أن يعيش في الحياة ليحفظ لنفسه البقاء . 

- أن يشارك غيره في النشاطات المختلفة المحققة لصالح الجماعة والمجتمع . 

وقد أكد الإسلام على ضرورة الملائمة بينهما لصالح المجتمع وأفراده أنفسهم. وقد ظهر جليا حرص الإسلام على تشجيع العمل التطوعي بصفة عامة في فكرة التكافل الاجتماعي ؛ ومن ثم تحافظ على دفع الأضرار عن المجتمع، وإقامته على أسس سليمة . 

من القرآن الكريم : 

- " وتعاونوا على البر والتقوى " 
- " ومن تطوع خيراً فهو خير له" 
- " وآتى المال على حبه ذوي القربى واليتامى والمساكين وابن السبيل" 
- " وفي أموالهم حق معلوم للسائل والمحروم" 

من الأحاديث الشريفة : 

- " إن لله عباداً اختصهم لقضاء حوائج الناس، حببهم للخير وحبب الخير إليهم، أولئك الناجون من عذاب يوم القيامة" 
- "لأن تغدو مع أخيك فتقضي له حاجته خير من أن تصلي في مسجدي هذا مائة ركعة" 
- " من كان له فضل ظهر فليعد به على من لا ظهر له" 
- " خير الناس أنفعهم للناس" والحديث يشير إلى نفع الناس أجمعين وليس نفع المسلمين فقط. 
- " المال مال الله والناس عيال الله وأحبهم إلى الله أنفعهم لعياله" 
- " تبسمك في وجه أخيك صدقة" وهذا يدل على أن التصدق المعنوي له مكانة كذلك 
في الإسلام وقد يكون البعض اشد حاجة له من التصدق المادي 
- " مازال جبريل يوصني على الجار حتى ظننت انه سيورثه" 
- وقد اتخذت الصدقة في الإسلام والدولة الإسلامية صورة مؤسسية في شكل الأوقاف في صورها المختلفة من خلال المساجد ، الخلاوي القرآنية و الوقف الاستثماري لدعم المساجد ودور العلم، كما هو الحال في دواوين الزكاة في العديد من الدول الإسلامية.